الأيام التي نستشرفها، هي أفضل الأيام، خاصة لمن تنقصه همة المبادرة في غيرها من الأيام، فالله يحب العمل الصالح في هذه الأيام أكثر من غيرها من العام.
وهي أيام تنافس الصحابة والتابعين، فقد روي اجتهادهم فيها ما لم يجتهدوا في غيرها.
كما أنها أيام اجتماع عظائم الطاعات، ففيها يجتمع الحج والصوم والصلاة والذكر، وهو ما لا يجتمع في غيرها من الأيام، لأن الحج هو عبادة ميقات لا تتكرر في أي من أيام العام.
وما إن تفتر همة المؤمن بعد رمضان، حتى تبادره تلك الأيام الفضائل لتشحذ همته وتجدد عزمه، ويجدد الشوق إلى الحج من لم يدركه خلال هذه الأيام، العزم في الطاعات، فيسعى المؤمن في عبادته وتقربه من الله، بهمة الحاج الذي يسعى بين الصفا والمروة.
هذا العام الذي يأتي وجل المسلمون محرومون من هذه العبادة الفريدة (الحج)، لهو أحرى بأن يتضرع المسلمون فيه إلى الله، ويأتونه من كل باب، حتى يرفع عنهم هذه الوباء والبلاء.
يعين على شحن الهمة
1- أن يحافظ المؤمن على طهارته ووضوئه، فيتوضأ كلما أحدث، فهو أيسر أن يحافظ على الصلاة المكتوبة في وقتها، ويتلو القرآن أو يتنفل بالصلاة وقتما تيسر له ذلك.
2- أن يحافظ المؤمن على القرب من المصحف حتى يقرأ متى تيسر له، وليتحين أوقات فراغه وأدبار صلواته وإدبار النجوم، أي صباحا ومساءا كما وصى الله في القرآن الكريم: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور49).
3- أن يتخذ من منزله مسجدا، فذلك أدنى أن يجد مكانا يتقرب فيه إلى الله.
4- أن يكتفي بالضروري من أعمال الدنيا ويفرغ نفسه من فضولها، لا سيما ما يصحبه لهو، فينبغي للمؤمن والمؤمنة العمل على إنهاء ما يمكن من الأعمال الدنيوية قبل بدء العشر، مثل التسوق للمنزل وإعداد الأطعمة التي يمكن أن تساعد في اختصار الوقت لاستثمار هذه الأوقات الثمينة في- العبادات والأعمال الصالحة.
5- إعداد المنزل لاستقبال العشر الأوائل، لا سيما إذا كان هناك أطفال، فيحرص الكبار على ترديد التكبيرات وتلبية الحج، وتعريف الأطفال به من خلال أنشطة فنية مرحة ورسوم وهدايا.
6- العمل على مراجعة النفس في يقظتها، واستذكار ما وعاه الإنسان من نوايا ومعان ومشاعر وأفكار، لا سيما مع إخوانه المقربين من المؤمنين، ومن الأفضل ألا يسرف في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ذلك، فهي أقل في الاستذكار ولا تدع للعقل والمشاعر فرصة ليبلور المعاني كاملة، فيظل المعنى أو الفكرة أو الشعور مبتورا.