سورة العنكبوت هي السورة ال29 في القرآن الكريم وهي في الجزء الحادي والعشرين آياتها وهي سورة مكية ما عدا الآيات من 1:11.
نزلت بعد سورة القصص وبدأت بحروف مقطعة {الم} (العنكبوت 1).
سميت باسم سورة العنكبوت لورود ذكر العنكبوت في هذه الآية الكريمة، {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت 41).
في الآية الكريمة ضرب الله مثلا بالذين يعبدون الأصنام والآلهة من دون الله، بالعنكبوت التي تسيئ الاحتيال لنفسها وتتخذ بيتا من أوهن الخيوط لا يقيها بردا ولا حرا.
كما تستعرض السورة طبيعة الفتن وأنها طريق تمحيص المؤمنين، وتوضح كيف واجه الأنبياء هذه الفتن بالتعلق في حبل الله المتين بدلا من الركون إلى الخيوط الواهية من دون الله.
تبين السورة أيضا أن التدبر والسير في أرض الله، والتأمل في خلقه، هو سبيل من سبل مواجهة الفتن والتيقن من الإيمان.
ضمان الله لهداية من يسعى
إلا أن هذا الإيمان وكل هذا الجهاد في النهاية لصاحبه، الذي يجب أن يعرف قيمة طريق الهداية ويقبل على الله بنفسه لأن الله –تعالى- غني عن العالمين.
وبالرغم من ذلك، فالله حليم كريم، يقبل المقبلين عليه، كما يبتلي المدبرين عنه ليعودوا إليه، ويرسل الأنبياء والرسل حجة على الناس وهداية لهم من زيغ الدنيا.
ضرب الله مثلا بزيغ الدنيا واضطرابها بقوم لوط الذين استحدثوا معصية من شأنها أن تفسد النسل، كما أنهم كانوا يقطعون السبيل ويأتون في واديهم المنكر، وينكرون الطهر.
كما زاغت أقوام أخرى مثل قوم عاد وثمود وقوم نوح وأشخاص مثل قارون وفرعون الذين كانت فتنتهم في المال والسلطان، حتى نازعوا الله ملكه وسلطانه.
وعندما أهلكهم الله وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، لم تنفعهم أموالهم ولا نفوذهم وكانت واهية كخيوط العنكبوت، مهما كان بريقها بالنسبة لأصحابها.
كما وضح الله طريق الزيغ وهو الانتقاء من منهج الله ما يتماشى مع هوى النفس، وترك ما يخالفه، كما فعل بني إسرائيل ومن بعدهم أهل الكتاب.
تنتهي السورة بوعد قطعه الله على نفسه بهداية الذين يجاهدون فيه –تعالى-وهو ما يطمئن المؤمن بأنه ما دام ساعيا في سبيل الله، فالهداية والنهاية عليه سبحانه وتعالى.