بعد أن عرف المسلمون معنى الأضحية ولذة البذل في سبيل الله، نستعرض معكم معرض جديد من معارض البذل، ونموذج قدوة لكل مسلم في العطاء، إنه عثمان بن عفان رضي الله عنه.
عزم هرقل الروم على غزو الجزيرة العربية لاستئصال شأفة المسلمين فجهز قبائل العرب الخاضعة لنفوذه بالعدة والعتاد وانطلقوا بجيش كبير لملاقاة المسلمين، فلم يجد النبي بدا من ملاقاتهم.
وقعت هذه الغزوة في قيظ الصيف، قبل موسم الثمار، فكره الناس ترك ثمارهم وظلهم والذهاب للقتال، فذهب رسول الله يستحث الصحابة على تجهيز الجيش الكبير العدد، وسط جدب الصحراء، وقلة الظهور والعتاد.
أنفق كل صحابي وسع ماله، حتى أن سيدنا عمر ابن الخطاب، أتى بنصف ماله، وأتى أبو بكر بماله كله، وأتت النساء بذهبها، حتى الفقراء الذين نزل فيهم قول الله تعالى: {ولاعَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُون}(التوبة 92).
أما سيدنا عثمان بن عفان ﷺ، فقد ضرب المثل في البذل والعطاء في سبيل الله في هذا اليوم، الذي سارع إلى مغفرة الله وتلبية نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ روي أنه جهز الجيش لم ينقصه عقال ولا خطام.
فقد جهز 400 ظهر بأحلاسها وأقتابها، وجاء النبي ب700 أوقية ثم ألف دينار، حتى تهلل وجه النبي وقال: “ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم“.