عندما ذهب موسى للقاء الله، خلف في قومه أخاه هارون، إلا أنهم لم يتبعوا من خلفه فيهم، واتبعوا من أضلهم.
بالرغم من أن السامري كان مع بني إسرائيل ورأى معجزات الله في إغراق فرعون إلا أنه كذب على قومه.
كان بنو إسرائيل قد أخذوا ذهبا وأموالا من الفراعنة، وقال لهم السامري: “أريد أن أخلصكم من هذه الأوزار”.
وعندما أعطوه الذهب، صهره وصاغ به عجلا، وجعل للعجل خوار، و أضلهم به، وقال لهم إنه نثر عليه قبضة من أثر جبريل.
رجع موسى لقومه فوجدهم يعبدون العجل، فألقى باللوم على أخيه هارون، فقال له إنهم كادوا يقتلوه عندما نصحهم.
فسأل موسى قومه، فقصوا عليه ما فعله السامري، وعندئذ، حكم سيدنا موسى على السامري، بألا يمسه أحد.
وقام إلى عجلهم فحطمه وألقى به في اليم.
الحرية في العقيدة السليمة
- في هذه القصة، نرى كيف تحول بنو إسرائيل عن عقيدتهم مع أول فتنة فتنوا بها، على الرغم من وجود سيدنا هارون.
- وكيف أنهم اتبعوا هواهم وخالفوا نصح سيدنا موسى ووصيته في غيابه، وهو ما يعني أن تقديرهم لسيدنا موسى كان أكبر من تقديرهم لله.
- كما نرى كيف جعل السامري لنفسه أفضلية على قومه حتى يعبدوه، فأوهمهم أنه رأى سيدنا جبريل.
- وكيف أنه حتى يبسط سلطانه عليهم، لم يطلب منهم أن يعبدوه، بل صاغ لهم إلها ليعبدوه من دون الله.
- وهنا نرى كيف أن اقتران الجهل والهوى يجعلان العقيدة مائرة، غير راسخة ويمكن كل ذي مطمع من بسط نفوذه على أمة بأكملها.
- كما نرى كيف أن السلوك إلى الله من طريق غير الذي أنزله هو عين الضلال، الذي ذهب ببني إسرائيل أدى ببني إسرائيل لعبادة العجل.
- لهذا كان جزاء السامري ألا يمسه أحد ولا يقترب منه، وهكذا يجب أن نتعامل مع المضلين المرجفين، الذين يضيقون حرية الإيمان تحت نفوذهم.
- هكذا يجب أن نحافظ على حريتنا في عبادة الله، وعبودية جميع الخلق لله وتساويهم تحت سلطانه.