عندما يروى لنا حديث ونقرأ في تصنيفه، حديث صحيح، قَلَّ من يعرف ما يعنيه هذا التصنيف، وما هي التصنيفات الأخرى، وما هي المراحل التي مرت بها الأحاديث حتى تندرج في نهاية الأمر تحت هذه التصنيفات.
لكن معرفة تلك المراحل تساعدنا في الوثوق بالأحاديث التي تروى لنا، ومن ثم الالتزام بما ورد فيها، حتى لا نضل، كما علمنا رسول الله ﷺ.
قال رسول الله ﷺ: “تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ” الموطأ.
أجزاء الحديث وشروط صحته
ينقسم الحديث عند علمائه إلى 3 أقسام:
1- الإسناد: سلسلة الرواة الذين تواتروا نقل الحديث بشكل مباشر بعضهم سمعه من بعض، حتى ينتهي التواتر إلى الرسول ﷺ.
2- المتن: النص الذي تم نقله عن الرسول ﷺ.
جُمعت كتب الأحاديث في أوائل القرن الثالث هجريا، الأمر الذي جعل متوسط عدد الرواة بين مُخَرجي الأحاديث وبين الرسول ﷺ، من 4 إلى 5 رواة.
اشترط المخرجون 5 شروط لابد من توافرها في الحديث حتى يحكم عليه أنه حديث صحيح:
1- عدالة الرواة: أن يكون الراوي معروفا بالعدالة وغير معروف عنه الفسق
2- ضبط الرواة: التأكد من قدرة الرواة لنقل متن الحديث بشكل صحيح، ويقاس هذا الضابط من خلال المقارنة بين ما ينقله الراوي وما يعرف عند الرواة أصحاب السند الثقات.
3- اتصال السند: أن ينقل الراوي مباشرة من شيخه، ويكون شيخه نقل مباشرة من شيخه.
4- السلامة من الشذوذ: ألا يتفرد راو ضعيف بحديث فيه حكم فقهي مهم.
5- السلامة من العلة: وهي مجموعة من التدقيقات والاختبارات التي يكشف من خلالها المحدثون صحة الحديث.