النظافة، ذلك السلوك الذي يفترض أن يكون بديهيا، لدرجة أن الكلام عنه تقريبا موجه للأطفال فقط.
لكننا ومع المعايشة اليومية وملاحظة السلوك، نرى جيدا أن هناك احتياج بالغ لتوجيه الجميع لهذا السلوك والحديث عنه.
وبالرغم من أن الإسلام يدعونا إلى الطهارة وفرض علينا الوضوء قبل الصلاة، والاغتسال من الأحداث الصغرى والكبرى.
إلا أننا نرى كثيرا من المسلمين يطبقون الأوامر الشرعية بشكل حرفي أجوف، لا يصل بهم إلى تحقيق جوهر النظافة.
فنرى البعض مثلا، يهمل تفريش الأسنان وقص الأظافر وإزالة الشعر الزائد.
لماذا النظافة؟
والنظافة احتياج آدمي قد يغفل البعض عنه، إلا أنها البداية لعقل حاضر، ونفس مقبلة على الحياة.
كما أن النظافة والجمال، من خير ما وعد به المسلم في الجنة.
والنظافة والحرص على التطهر، سبب من أسباب حب الله للعبد.
لذا كان الحرص على النظافة من أهم ما يتطلبه صحة الإيمان وصحة البدن والنفس.
يؤدي إهمال النظافة إلى اعتلال الصحة واكتئاب النفس، والعكس بالعكس.
كما أن النظافة من أكبر المؤثرات الصامتة في العلاقات بين الناس، إذ ينجذب الناس بالفطرة للإنسان النظيف كما ينفرون بالفطرة من الرائحة الخبيثة أو المنظر الرث.
فنظافة المنازل سبب كبير لاستقرار الأسر والحفاظ على الدفء الأسري، كما أن البيت النظيف يبعث أكثر على التفكر والإبداع في الأعمال، والاستذكار.
والنظافة الشخصية سبب للقرب بين الزوجين.
وعلى العكس، عدم اهتمام أحد الطرفين بالنظافة، يجعل الطرف الآخر أقل قبولا لاختافات الطبائع بينهما، وأقل قابلية لما يتطلبه بناء الأسرة من التغافل والتفاهم.
والكلام عن النظافة بالضرورة يستدعي التحدث عن النظام، فالنظام هو أكثر عوامل الفاعلية للحفاظ على النظافة، وتيسير القيام بها.
والنظام كذلك من الأخلاق التي خص لها الإسلام سننا وتشريعات للحفاظ عليه، فصلاة الجماعة لا تصح إلا في صفوف.
كما يستحب الإسلام دائما صوم النوافل، وهو بلا شك نظام لتناول الإنسان للطعام.
قد يتخيل من يهمل النظام والنظافة أنه يريح نفسه، إلا أنه على العكس تماما يتخلى عن الراحة الأكبر.
كما ان القيام بأعمال النظافة الشخصية ونظافة البيت يوميا، يتعهد الجسد والمحيط بالتواصل الدائم، ومراقبة مستجدات الجسد أولا بأول، وإدراك المؤشرات الصحية باستمرار.