أمين هذه الأمة هو سيدنا أبو عبيدة بن الجراح.
اسمه كاملا: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أُهَيْب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان.
يلتقي نسبه الشريف مع نسب النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، في فهر، فالنبي من ولد غالب بن فهر، وسيدنا أبو عبيدة من ولد الحارث بن فهر.
كان من أول من سبقوا إلى الإسلام حتى قبل أن يدخلوا إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان من الذين هاجروا إلى الحبشة ثم هاجر إلى المدينة المنورة.
نزل سيدنا أبو عبيدة بعد الهجرة على سيدنا كلثوم بن الهدم الأوسي، ثم آخى النبي بينه وبين سيدنا سالم مولى أبي حذيفة، وقيل إن النبي آخى بينه وبين سيدنا سعد بن معاذ.
جهاد أبو عبيدة ابن الجراح
شهد بدرا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى نقل الطبراني أنه قتل أباه فيها كافرا، حتى نزلت فيه الآية الكريمة: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ (المجادلة 22).
كان نبي الله –صلى الله عليه وسلم- يوليه على السرايا مثل سرية ذات السلاسل، التي أمد فيها نبي الله محمدا، سيدنا عمرو بن العاص، وسرية الخبط.
كانت سرية الخبط مكونة من 300 رجل، وكان زادهم جرابا من التمر، يوزعه أبو عبيدة بن الجراح على المجاهدين تمرة تمرة، فيمص أحدهم تمرته ثم يشرب عليها الماء حتى تقيمه نهاره، ولم يكفهم حتى أكلوا الخبط، أي ما يسقط من أوراق الشجر عند خبطها بالعصي.
عندما أتوا البحر وجدوا عنبرا عظيما مثل التل، كانوا يغرفون من وقب عبنه الدهن بالقلال، وجلس 13 رجل في وقب عينه، فأكلوا منه وادهنوا حتى ثابت إليهم أجسادهم.
فلما قدموا إلى المدينة، سألوا النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: “كلوا رزقاً أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم”، فأتاه بعضهم بعضوٍ فأكله، وكانوا قد صنعوا منه قديداً وحملوه معهم.
ابتعث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، سيدنا أبو عبيدة ابن الجراح إلى اليمن ليعلمهم الكتاب والسنة، كما تولى إمارة العديد من جيوش الفتوحات التي كان آخرها فتح بيت المقدس، في عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
ولاه سيدنا عمر الشام، حتى جاء طاعون عمواس، فراسله عمر بن الخطاب يستعيده إلى المدينة، فآثر أن يبقى في الجند، حتى وافته المنية في هذا الوباء.