تربى دانييل في مدرسة كاثوليكية طوال حياته، إلا أنه لم يكن معتنقا لعقائد المسيحية ولا ممارسا لشعائرها، لكنه في الوقت نفسه لم يكن غارقا في الشهوات، كانت يحيا فقط حياة مراهق خاوية بلا هدف أو فكرة أو قضية.
تعرف على مجموعة من الشباب المسلمين في الجوار لكنهم لم يكونوا لديه فكرة صحيحة عما يدعو إليه الإسلام، فتوجه إلى المسجد وقابل أحد المسلمين العاملين بالدين الإسلامي بشكل سليم، حتى تكونت لديه رابطة عاطفية واجتماعية بالمسجد.
وبدأ في التعرف على شعائر الإسلام وقراءة القرآن، ثم أخذ القرار بان ينطق الشهادة، وقد نطق بها بينه وبين نفسه إلا أنها لم تكن بنفس الصدق الذي شعر به حين قالها في المسجد.
تعمق في فهم معاني الإسلام بشكل أكبر عند قراءته لكتاب أساسيات التوحيد للشيخ بلال فيليبس وتأثر كثيرا بقوله تعالى في سورة طه: {إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (طه 98).
تعلق دانييل بالقرآن بشكل وثيق، وثابر كثيرا حتى حصل على إجازة وسند لقراءة القرآن الكريم، انطلاقا من حرصه على تعلم اللغة العربية ومثابرته، لكنه أتقن قراءة القرآن قبل أن يتقن العربية.
ذات يوم جاء مفتش شرطي إلى المسجد، وقال إن هناك بعض الوظائف الشاغرة في الشرطة وأن من أراد التقدم من المسلمين، يمكنه ذلك، فلم يقبل دانييل بالوظيفة إلا بثلاثة شروط؛ أن يصلي الجمعة في المسجد، وأن يصلي الخمس صلوات في وقتها، وأن يحافظ على لحيته، لأنه يريد أن يتمير بها كمسلم.
كما رأى دانييل أن وظيفة الشرطي تتفق مع روح الإسلام التي تاحث على خدمة المجتمع، ويستطيع من خلالها أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله.
بعد ذلك، انطلق دانييل نحو المشروعات الدعوية وتعريف الشباب بالإسلام في مدينته وفي المدن المجاورة، والإعداد لمجموعة من المواد التعريفية بالإسلام.