ذَكر القرآن أبا بكر الصديق رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ} (الليل 17،18).
وذُكر في السيرة موقفه عندما أنفق كل ماله لرسول الله ﷺ في الهجرة حتى قال رسول الله ﷺ: “وما نفعني مال أحد قطّ ما نفعني مال أبي بكر”، وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: “لدرهم من مال أبي بكر، خير من آل عمر”.
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، شريفا في قومه قبل الإسلام وبعده، فلم يدخل الإسلام لفاقة به أو فرارا من ضعفه بين قومه، انما أسلم تصديقا وإيمانا.
أنفق الصديق رضي الله عنه نفسه قبل ماله، فهو في الهجرة يمشي عن يمين رسول الله تارة وعن شماله تارة ومن أمامه تارة ومن خلفه تارة، ويدخل الغار فيقطع من ثوبه ليستبرئه للنبي –صلى الله عليه وسلم-.
كان له نصيب من أشد البلاءات التي حلت بالنبي ﷺ في حادثة الإفك، إذ خيض في عرض ابنته عائشة –رضي الله عنها-.
ورغم ما كان له من مكانة في قومه، فقد لاقى منهم من الأذى والضرب قبل الهجرة ما يميت، حتى حملوه كأنه ميت فلم يعبأ لما حل به، انما سأل عن النبي محمدﷺ، “ما فعل رسول الله”، فلم يطمئن حتى عرف أن رسول اللهﷺ في دار الأرقم ، وذهب إلى النبي متهاديا على أمه وأم جميل بنت الخطاب فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، ورق لحاله، قال الصديق رضي الله عنه: “كل مصاب بعدك جلل يا رسول الله”.
خلف أبو بكر الصديق رسول الله كأول خليفة للمسلمين، وتصدى للمرتدين في حروب الردة التي عرف فيها بالحزم عندما روي عنه، «والله لو مَنَعُونِي عَنَاقًا كانوا يُؤَدُّونها إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لَقَاتَلْتُهم على مَنْعِها».