عندما يمن الله على المؤمن بلحظة توبة ويقظة، فيرى إصراره على الذنب وتكراره له، مع سابق علمه بقدرة الله، وإيمانه بالبعث والحساب وعلمه بقيمة هذا الذنب، فيستغرب سبب التكرار.
السبب الرئيسي لتكرار الذنوب، هو الغفلة والاستسلام للعادة، فالمؤمن عندما يذنب يجب أن يسارع بالاستغفار والأخذ بالأسباب العملية للامتناع عن الوقوع في هذا الذنب مرة أخرى، وأن يندم عليه.
أما إذا استصغر المؤمن ذنبه، فاعتاده أو تعامل مع الذنوب بالنظر إلى صغرها وكبرها، لا بالنظر إلى قدر الله -عز وجل- الذي ترتكب في حق جلاله المعاصي، فقد أخبرنا رسول الله ﷺ أن هذا هو سبب الهلاك في الحديث الشريف:
“إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهلِكنَهُ كرجلٍ كانَ بأرضِ فلاةٍ فحضرَ صنيعُ القومِ فجعلَ الرَّجلُ يجيءُ بالعودِ والرَّجلُ يجيءُ بالعودِ حتَّى جمعوا من ذلِكَ سوادًا وأجَّجوا نارًا فأنضجوا ما فيها” صحيح الجامع.
كما يسبب شيوع ذنب ما، الاعتياد عليه واستصغاره، بل وأحيانا يصعب التوبة منه، إذا لم يملك المؤمن الإرادة الكافية.
لهذا؛ يستحب للمؤمن الذي يسعى لليقظة:
- سرعة الاستغفار من الذنب.
- لزوم الصحبة المؤمنة التي تستوصي بالتوبة ودعاء ختام المجلس.
- الحفاظ على الخلوة ومراجعة النفس بشكل دوري متقارب حتى يتسنى للمؤمن أن يراجع عاداته ويستفتي قلبه فيما ارتكبته جوارحه.
- كثرة الاستعانة بالله، والتبرؤ من كل سلطان لغيره –عز وجل- عليك، خاصة سلاطين نفسك من الهوى والعادة وحب الدنيا.
- الانتباه للجوارح ومراجعة ما تلم به الحواس الخمسة، فيما يسميه أهل التخصص، تمرين الإنزال؛ ويقصد به أنه إذا تملكتك عادة، أو فكرة، أو شعورا، وأردت التخلص الفوري من سطوته على نفسك، اذكر اسم ما تدركه حواسك الخمسة ، كأن تذكر شيئا تراه، وشيئا تلمسه، وصوتا تسمعه، وطعما تتذوقه، ورائحة تشمها، والذي من شأنه أن يعيدك إلى واقعك وينبهك لجوارحك وقلبك، فتستطيع التحكم فيما تفعله بعقلك وإدراكك لا بعادتك وانفعالك.