كان عمر زاهدا بكاءا، ضرب أروع الأمثلة في تحقيق العدل والمساواة والحرية والحب للنبي ﷺ.
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ”. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” الآنَ يَا عُمَرُ ”. (رواه البخاري)
🎞️ شاهد أيضا: ماذا فعلت الشهرة ببطل البرازيل.. وكيف نجا؟
كيف كان عمر رضي الله عنه يعبر عن حبه للرسول ﷺ بشكل عملي؟
يوم بدر، أسر العباس بن عبد المطلب، عم الرسول ﷺ، فذهب إليه عمر وقال له إني أحب أن تسلم، قال ولم، فقال له: “لحب الرسول ﷺ لذلك، والله لوددتك لو تسلم ولو لم يسلم الخطاب، لأن بإسلامك يفرح النبي ﷺ”.
وبالرغم من اقتران اسم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالشدة والقوة، إلا أن قيما مثل الرحمة والعدل والحب وحسن الإدارة والزهد كذلك لا ينبغي أن تفارق ذكره.
فقد ضرب عمر بن الخطاب أروع المثل في الزهد، وهو أمير المؤمنين، الذي فتحت في عهده الأمصار، وأتي له بكنوز كسرى، وبالخراج من أنحاء شتى من الدنيا، إلا أنه اختار أن ينام تحت ظل شجرة في عباءة مرقعة.
كما أن مفهوم الزهد الذي أرساه عمر -رضي الله عنه- يقام به الملك، ولا يصعر به الخد، فعندما رأت الشفاء بنت عبد الله مجموعة من الشبان يمشون في الأسواق متمايلين، قالت: “ما هؤلاء؟”، فأُجيبت: “زهاد”، فقالت: “كان عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو الناسك حقا”.