يجب أن نزور المساجد ونتعرف على المسلمين بشكل أقرب لأن الإسلام هو أكثر الديانات تعرضا للتشويه والظلم، لأننا عندما نخاف شيئا نصبح أغبياء، ونتصرف فقط بمؤخرات أدمغتنا، ولا يمكننا السيطرة على وجداننا وتوظيف الأجزاء الأكثر سموا وعلوا من أدمغتنا لتستوعب ما في قلوبنا
الإسلام دين عملي قائم على خمسة أركان
ما أحبه في الإسلام أنه دين عملي قائم على خمسة أركان أساسية، أولها أن تكتشف أولى أولوياتك في الحياة، وأهم شيء لديك، وهو في الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والتي تعني أن الله الواحد الأحد قبل كل شيء وأهم من كل شيئ لأنه مصدر كل شيئ وإليه يرد كل شيئ.
وثانيها: وون الواحد منا إنسانا يعني أننا ننسى، هكذا خلقنا وتلك هي طبيعتنا، ولذلك كانت الصلاة التي تشغل كل البدن والعقل والقلب والروح كأنها إعادة لتذكيرنا بأهمية الأولوية الأولى في حياتنا، ولتعيد ارتباطنا بها بشكل دائم، وهذا هو العمود الثاني من أعمدة الإسلام.
وهو ما يجعلنا نعود لأنفسنا ونتوقف عما نفعل لنتفحص ما الذي نفعله بحياتنا الغالية، حتى لا نضيع يومنا النفيس، ولا يكون يومنا إلا على الطريق الذي نؤمن به.
فالصلاة بالنسبة للمسلم كزر إعادة الضبط الذي يعيده للمركز ويضبط له الاتجاه كلما جرفته مشتتات الحياة.
وثالثها: هو العطاء وإبقاء التوازن في المجتمع، لأن محمد، ذلك القائد الاجتماعي العبقري، الذي نشأ يتيما ويعرف ما الذي يعنيه أن تكون مهمشا في المجتمع وأن تكون فقيرا.
فإذا كان المجتمع يعاني من الفقر وأولئك الفقراء يعانون من الجوع والمرض وقلة النظافة وقلة التعليم، فإن هذا الفقر قد يدفع إلى الإجرام للحصول على لقمة العيش، بينما يتمتع الأغنياء بحياة شديدة الترف لا يرون فيها سوى أنفسهم، مما يجعلهم مفلسون روحيا، وهو ما يهدد استقرار المجتمع بشكل كامل.
وأكثر ما أحبه في الإسلام أنه دين يدعو إلى التوقف عن العادات، بما فيها من قوة، فالبشر بطبعهم كائنات اعتيادية، تميل إلى الاعتياد والتكرار حتى يصبح الأمر أقرب إلى الإدمان، وهذا في حد ذاته ليس خطئا، فإذا كانت العادة جيدة فمن شأنها أن تصلح من شأنك.
أما إذا كانت العادة سيئة، فيمكنها أن تهوي بك عندما تسيطر عليك مثل إدمان المخدرات أو الكحول، وهنا يأتي دور العمود الرابع من أعمدة الإسلام، وهو الصوم، الذي يمكن المسلمون من السيطرة على عاداتهم في الطعام والشراب لمدة 30 يوما.
ولذلك فالركن الرابع من أركان الإسلام هو الصوم عن الطعام تحديدا، لأننا نأكل كثيرا ولا نكرم جمال أرواحنا ونتخمها بالكثير من الطعام، وإذا لم نتعرض للجوع لن يكون لدينا دافع للعطاء لأننا لن نتمكن من الشعور بالجائع الفقير الذي لا يملك قوت يومه.
وخامس أركان الإسلام هو الحج، الذي يعود بكم إلى الأرض التي تنفس بها القدماء من أجدادكم أو أعلامكم وهي أرض النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بالنسبة لي يعود أصلي إلى أيرلندا، وقد أخبرني والدي عن تجربتهما في زيارة أيرلندا حيث كان هناك الأجداد الذين توارثنا حكمتهم.
التخويف هو طريق السيطرة على العقول:
وتختتم ميليندا بأن التخويف من الإسلام بهذه الطريقة يشبه الأجواء التي سبقت الحرب العالمية الثانية التي خوفت الأوروبيين من اليهود حتى قادتهم إلى الحرب العالمية الثانية التي أهلكت مئات الآلاف ودمرت العالم على أصعدة عدة.
وتوضح أن لعبة الخوف تنجح بنفس الطريقة في كل البلدان وكل الأنظمة السياسية، فعندما يقنع القادة الناس أنهم تحت تهديد شيئ ما ويشيطنون كل من يخالفهم ينقاد الناس لأوامر الزعماء السياسيين المتشوقين لإشعال الحروب ونشر الخراب والمار.