سورة المؤمنون هي السورة ال23 في القرآن الكريم، وهي في الجزء الثامن عشر، عدد آياتها 118 آية، وهي سورة مكية نزلت بعد سورة الحج.
سميت بهذا الاسم لورود صفات المؤمنين فيها، في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)
فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} (المؤمنون 1:11).
إعجاز واضح
كما تميزت هذه السورة بإعجاز واضح في تفصيل مراحل خلق الإنسان في الآيات:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13)
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (المؤمنون 12:15).
من أسباب النزول
- ما رواه أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب إذ يقول: “قال عمر بن الخطاب : كان إذا أنـزل الوحي على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسمع عند وجهه دويّ كدوي النحل.
فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفـع يديه فقال: “اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضنا وارض عنا”، ثم قال: “لقد أنـزلت علينا عشر آيات من أقامهنَّ دخل الجنة” ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى عشر آيات.
- عن أبي هريرة أن رسول الله كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل (الذين هم في صلاتهم خاشعون) فَطَأْطَأَ رأسَه.
- عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب وافقتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في أربعٍ : قلتُ : يا رسول الله لو صلَّيْنا خلفَ المقامِ، ولو ضرَبْتَ على نسائِك الحجابَ، ونزلت هذه الآيةُ : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } فقلتُ أنا : تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين فنزلت { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ودخلت على أزواجِه فقلتُ : لتنْتَهِينَّ أو ليُبْدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ فنزلتِ الآيةُ.