سورة الفرقان هي السورة ال25 في القرآن الكريم، وعدد آياتها 77، وهي في الجزء التاسع عشر، نزلت بعد سورة ياسين، وهي مكية ما عدا الآيات من الآية 68 حتى الآية 70.
السورة بها سجدة تلاوة في الآية 60، في قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} (الفرقان 60).
والفرقان هو اسم من أسماء القرآن الكريم، في قوله تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (الفرقان 1).
موضوعات السورة
تبدأ السورة بتمجيد الله -سبحانه وتعالى-، ثم تعديد ما يفعله الكفار المكذبون من اتهام للرسول –صلى الله عليه وسلم- وتكذيب له.
ثم تستعرض الصورة قدرة الله –تعالى- على الدفاع عن رسالته وعن نبيه –صلى الله عليه وسلم-، إلا أن في هذه الحال لن يكون هناك اختبار لمن يؤمن ومن يكفر بمحض تصديقه وقلبه، فقد حدثت المعجزات وليس هناك مجال للاختيار.
وتذكر السورة نماذج المكذبين الذين كذبوا رغم الآيات مثل بني إسرائيل وقوم نوح وقوم عاد وثمود، وكيف دمرهم الله بعدما كذبوا بتلك الآيات.
وتسوق وعيد الله إلى أولئك المكذبين المشركين في يوم القيامة، كما تسوق السورة صفات عباد الرحمن التي يرتضيها لهم في قوله تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} حتى آخر السورة.
من أسباب النزول
ومن أسباب نزول بعض الآيات في السورة ما روي عن بن عباس –رضي الله عنه- عن ابن عباس: أن عقبة بن أبي معيط وابن أبي خلف كانا خدنين خليلين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما ودعا إليه أشراف قومه، وكان عقبة يكثر مجالسة النبي ﷺ.
فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما ودعا إليه أشراف قريش ودعا رسول الله إلى طعامه، فأبى رسول الله ﷺ أن يحضر طعامه إلا إذا أسلم.
وكره عقبة أن يتأخر عن طعامه أحد من أشراف قريش فنطق بالشهادتين فأتاه رسول الله وأكل من طعامه.
وكان أبي بن خلف غائبا، فلما حضر وأخبر بقصة عقبة قال له: صبأت يا عقبة ؟ فقال والله ما صبأت ولكن رأيت عظيما ألا يحضر طعامي رجل من أشراف قريش، وقد أبى أن يحضر حتى أشهد له فشهدت له وطعم.
فقال له أبي: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا، وما أنا بالذي أرضى عنك أبدا، إلا أن تأتيه وتبزق في وجهه وتطأ عنقه وتشتمه وتقول له كذا وكذا.
ففعل عدو الله كل ما أمره به خليله، فأنزل الله الآية: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا} (27)، فالظالم في الآية عقبة بن أبي معيط، والخليل أبي بن خلف، وقتل عقبة يوم بدر، وأبي يوم أحد.