سورة الروم هي السورة ال30 في القرآن الكريم وعدد آياتها 60، وهي سورة مكية ما عدا الآية 17، بدأت بحروف مقطعة {ألم} (1).
بدأت السورة بالتنبؤ بانتصار الروم بعد عدة سنين من هزيمتهم على يد الفرس عام 612، وهذا من دلائل صدق نبوة الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-.
تستعرض السورة آيات الله عز وجل في الكون وإبداعه فيه، فتبدأ ب:
- آيات الله –عز وجل- في خلق السموات والأرض بغير عمد.
- خلق البشر من أزواج والسكن إلى بعضها بعضا
- نزول المطر من السماء
- نزول الرياح مبشرات
- بدأ الخلق وإعادته يوم القيامة
بعد استعراض هذه الآيات يحثنا الله على التأمل في الكون الذي يدل على وحدانية الخالق.
ثم يأمرنا عز وجل بالابتعاد عن الربا الذي يبدو في ظاهر الأمر زيادة في المال لكنه في حقيقته نقصان له، وضرر بالغ بالنظام المالي وضرر بالغ على الفقير.
كما يأمرنا الله تعالى بالزكاة وإعطاء الفقراء والمحتاجين، والذي يبدو نقصانا لكنه في حقيقة الأمر بركة وزيادة.
تذكر السورة ظهور الفساد في البر والبحر وتعيد السبب في ذلك إلى أفعال الناس، ويتوعد الله المفسدين بالهلاك في الدنيا والآخرة.
سبب نزول سورة الروم
قال المفسّرون أن كسرى بعث جيشاً كبيراً إلى الروم ووضع عليهم رجلاً يدعى شهريران فسار إلى الروم وخرب مدائنهم وقتلهم وهدم بيوتهم وقطع أشجارهم وزيتونهم.
كان قيصر قد بعث رجلاً يسمى يحنس، فالتقى مع شهريران في بصرى واذرعات وهي أدنى الشام، فغلب الفرس الروم، ووصل ذلك الأمر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه في مكة المكرمة، فشقّ ذلك عليهم.
كان النبي عليه الصلاة والسلام يكره أن يظهر الأميّون من أهل المجوس على الروم من أهل الكتاب، ففرح كفار مكّة فرحاً كبيراً.
وعندما لقوا أصحاب النبي قالوا لهم : (إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب، ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم).
فأنزل الله تعالى هذه الآيات: (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)[الروم:1-2] إلى آخر الآيات.