سورة إبراهيم سورة مكية ماعدا الآيتان 28، 29 فمدنيتان، وهي من المئين وقيل من مثاني، آياتها 52، وترتيبها في المصحف 14، في الجزء الثالث عشر، نزلت بعد سورة نوح، ذُكر فيها قصة النبي إبراهيم، والتفرقة بين الظلمات والنور.
موضوع السورة الأساسي كما في مواضيع السور المكية في الغالب يتناول: العقيدة في أصولها الكبيرة، الوحي والرسالة والتوحيد والبعث والحساب والجزاء. تضمنت السورة عدة حقائق رئيسية في العقيدة. ولكن حقيقتين كبيرتين تظللان جوهر السورة كلها وهما الحقيقتان المتناسقتان مع ظل إبراهيم في جوهر السورة: حقيقة وحدة الرسالة والرسل ، ووحدة دعوتهم ووقفتهم أمة واحدة في مواجهة الجاهلية المكذبة بدين الله على اختلاف الأمكنة والأزمان، وحقيقة نعمة الله على البشر وزيادتها بالشكر ومقابلة أكثر الناس لها بالجحود والكفران.
وتنقسم السورة إلى مقطعين متماسكي الحلقات:
المقطع الأول يتضمن بيان حقيقة الرسالة وحقيقة الرسول . ويصور المعركة بين أمة الرسل وفرقة المكذبين في الدنيا وفي الآخرة . ويعقب عليها بمثل الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة.
المقطع الثاني يتحدت عن نعم الله ، والذين كفروا بهذه النعمة وبطروا . والذين آمنوا بها وشكروا ونموذجهم الأول هو إبراهيم. ويصور مصير الظالمين الكافرين بنعمة الله في سلسلة من أعنف مشاهدالقيامة وأجملها وأحفلها بالحركة والحياة، ليختم السورة ختاماً يتسق مع مطلعها: هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد . وليذكر أولو الألباب. كما بدأت السورة ببيان وظيفة الرسول وما أوتيه من كتاب، فهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور: كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. وتختم بهذا المعنى وبالحقيقة الكبرى التي تتضمنها الرسالة، وهي حقيقة التوحيد: هذا بلاغ للناس ولينذروا به ، وليعلموا أنما هو إله واحد ، وليذكر أولو الألباب.