يرغب الكثير من المسلمون في طلب العلم، إلا أن كثرة المحبطات حولهم تحتاج إلى من يشحذ همتهم ويذكرهم باستحقاق العلم للبذل والتضحية.
خصص الإسلام مكانة خاصة لطلب العلم، وضرب لنا العلماء المسلمون أمثلة عظيمة في علو همتهم لطلب العلم.
روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ:” الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا ”.
زخر القرآن الكريم بآيات تدعو إلى التأمل في الكون والسير في الأرض، طلبا لما يحققه العلم من معرفة لقدر الله –عز وجل-، وتثبيتا لفؤاد المؤمن أمام الافتتان بقدرة الإنسان العلمية، وإنكار المصدر الرئيسي لهذه القدرة والعلم.
قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” (فاطر 28).
كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة” رواه مسلم.
أمثلة لصحابة ذوي همة عالية في طلب العلم
ضرب لنا الصحابة والتابعين أروع الأمثلة في طلب العلم، فقد روي أن الإمام مالك قد نقض سقف بيته حتى يطلب العلم.
وروي أن المحدث الأندلسي، بقي بن مخلد، سافر من الأندلس حتى بغداد ليلقى الإمام أحمد بن حنبل ليروي عنه، فلما وصل إلى بغداد وجد أن الإمام ممتحن، وأن الخليفة قد أمره ألا يحدث.
فلما علم بقي بن مخلد بذلك، قال للإمام أحمد نحتال على ذلك، بأن يرتدي بقي ملابس السائلين، ويأتي الإمام فيدخله في دهليزه ويحدثه.
فينبغي للمسلم أن يحرص على التعلم والتعليم،
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة،
وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع،
وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب،
وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهما وإنما ورثوا العلم.
فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه أبو داوود والترمذي.