الكل منا يناله نصيبه من البأساء والضراء، وأوقات الشدة تمر بالأفراد والمجتمعات، فهل تفكرنا في ما ينبغي علينا تجاهها؟
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } (الأنعام 42).
تلك إذن حكمة بالغة يغفل عنها الكثير وقل من يقف مع نفسه محاسبا لها، ويحيا يقظا لأنعم الله، شاكرا له عليها، وصابرا على البلاء والشدائد مستأنسا بتضرعه إلى الله.
لهذا صرنا غثاءا كغثاء السيل كما قال رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: ” يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ” . فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ ” بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ” . فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ ” حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ” (صححه الألباني).
هذه تذكرة لطيفة من الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- بهذا المعنى الجليل.