عندما أوذي الرسول محمد ﷺ من سعي المشركين وتواصيهم بالصبر على أصنامهم، أوحى الله تعالى إليه بلاءات الأنبياء، وذكَّره بتوبة الأنبياء، داوود وسليمان وأيوب.
فأقر الله تعالى عبوديتهم له سبحانه وتوبته عليه، فقال في سيدنا داوود: { اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص 17).
وقال عن سيدنا سليمان: { وَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص 30).
وقال عن سيدنا أيوب: { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص 44).
فنبي الله داوود، عندما ظن أن به فتنة، لم يحمله جسده، { وظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.
أما نبي الله سليمان، فلم يتحمل أن نعمة من نعم ربه، شغلته عن ذكره، حتى { قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (ص 35).
أما سيدنا أيوب، الذي مكث في بلائه 18 عاما، وعندما دعا ربه ليكشف عنه الضر قال: { واذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (ص 41).
في هذه القصص، نلمس سرعة فطنة الأنبياء إلى ما يفتنون به، وسرعة عودتهم إلى الله، وتذللهم إليه حتى القبول.
كذلك، نرى قبول الله تعالى لهم ووصفه لهم بالأوابين، والإشادة بعزائمهم.