باتت قلة الصبر من أبرز سمات الحياة في هذا العصر، وتسبب هذا في انتشار المعرفة السريعة والتي تتسبب في التشوش والكثير من التخبط.
هذه السمة في الحياة الدنيا، أدت بالناس إلى البحث عن الأعمال التي تدر دخلا سريعا، دون معرفة حقيقية أو مهارة حقيقية، لكن هذه الأعمال عادة ما تكون غير مستقرة.
لذا فالإنسان الصبور الذي يعمل على اكتساب مهارة مستقرة أو عمل مستقر، يعاني الكثير من الصعوبة ويحتاج إلى الكثير من الهمة ووضوح المسار.
هذا على سبيل الدنيا، وكذلك على سبيل الدين، يتطلب التعلم الشرعي، الذي يسعى صاحبه أن يكون من المحافظين على رسالة الإسلام ومن الدعاة إليه، الكثير من التعلم المستمر.
فمثلا، طلب العلم في فرع واحد من فروع العلم الشرعي يتطلب 3 أو 4 أعوام.
إلا أن ما يحدث الآن من تساهل في تلقي العلم من الفيديوهات شديدة التلخيص، والاعتماد عليها في إطلاق الفتوى واكتساب الفهم، يجعل المعرفة الشرعية شدية الضحالة والسطحية.
كما يجعل من صاحبها عرضة للفتنة وأسهل للتشتت، ما لم يتشبث بالنية الصالحة ومحاولات التعلم المستمرة.
حاجة ماسة لعلو الهمة
يتحجج البعض أحيانا بأن هذا النوع من الخطاب الذي يوجه لأولئك الذين يريدون العلم، لا يناسب كل الناس، بل لا يناسب عموم الناس.
وهذا صحيح إلا أن هذا الخطاب عالي الهمة لا يجب أن يغيب بشكل كلي، فكما أن هناك من الصحابة من اشتكى أن شرائع الإسلام قد كثرت عليه، كان هناك من الصحابة من يتسابق في علو الهمة وحفظ الأحاديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم.
خاصة إذا كانت الأمة الإسلامية تشكو من الضعف العام وثبوط الهمة مما يجرئ عليها أعدائها ويكل أمرها إلى الضعفاء فيها، فتنتشر الفتنة في العموم.