كيف تنال قرب المجلس من رسول الله ﷺ؟
عادة عندما يريد أحدنا القرب من شخص رفيع المقام، يقدم الغالي والنفيس لديه.
إلا أن القرب من أرفع الناس شأنا، رسول الله ﷺ، لا يتطلب هذا.
بل على العكس، يتطلب القرب من مجلس رسول الله ﷺ شيئ قريب من النفس للغاية.
فمن من البشر لا يحب أن يكون حسن الخلق، ومن لا يحب أن يتعامل معه الناس بحسن خلق؟!
فقد ذكر رسول الله ﷺ في أكثر من حديث قيمة حسن الخلق:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -{ أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ اَلْجَنَّةَ تَقْوى اَللَّهِ وَحُسْنُ اَلْخُلُقِ } أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ
- عَنْ أَبِي اَلدَّرْدَاءِ - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -{ مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ } أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ, وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
- عن أبى أمامه الباهلى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” ((حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، والثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون”.((رواه الترمذي وقال حديث حسن)).
أهمية حسن الخلق
وبالرغم من سهولة حسن الخلق، إلا أنه يلعب دورا هاما في شعور الفرد بالتقدير والاطمئنان، كما يرسي الاستقرار والأمن في المجتمع الذي حسن خلقه.
لذا أولى الإسلام لحسن الخلق هذه القدر من الأهمية.
ويتطلب حسن الخلق من الإنسان أن يبقى يقظا لما يقوله ويفعله، وينطلق في تصرفاته وأقواله من قناعاته ومعاييره الأخلاقية لا من رد الفعل البدائي أو الشائع عرفا أو مجتمعا.
فقد تتعارض ردود الفعل الشائعة مجتمعيا في موقف ما مع القناعات الأخلاقية للفرد، لذا يجب عليه إعادة ميزان تصرفاته وأقواله.