يستطيع المتأمل للسيرة النبوية أن يلاحظ بسهولة جدا، كيف يفضل رسول الله ﷺ الأنصار وكيف أثنى على فضائلهم.
فما هي المناقب التي ميزتهم حتى يجدون عند رسول الله ﷺ كل هذا الحب العظيم؟
نجد أول مناقب الأنصار تتمثل في الضيافة والكرم، إذ استقبلوا رسول الله ﷺ والمهاجرين بحفاوة بالغة، لم يشهد العالم نظيرها على مدار التاريخ الإنساني.
فنرى سيدنا سعد بن الربيع يعرض على سيدنا عبد الرحمن بن عوف أن ينزل له عن نصف ماله، إلا أن سيدنا عبد الرحمن بن عوف يسأله فقط بأن يدله على السوق.
ونرى سباقا بين الأنصار لنوال شرف استضافة المهاجرين، بل إن الله أنزل في الأنصار قرآنا يتلى:
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر 30).
العجيب، أن كل تلك الحفاوة من الأنصار لم تكن لشيئ من الدنيا، وانما كانت لعظم معرفتهم بقدر الإسلام وقدر رسول الله ﷺ.
كما شهد النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بحبه للأنصار صراحة، إذ رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ مِن عُرْسٍ، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُمْثِلًا، فَقالَ: “اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ” يَعْنِي الأنْصَارَ(صحيح مسلم).
حب الأنصار علامة الإيمان
في الحديث الصحيح أيضا يقول رسول الله ﷺ: { أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ مِن عُرْسٍ، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُمْثِلًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ يَعْنِي الأنْصَارَ} .
كما كان حب الأنصار دلالة على الإيمان في الحديث الصحيح: ” حُبُّ الأنصارِ آيةُ الإيمانِ ، و بُغضُ الأنصارِ آيةُ المنافقِ”.
ثم نجد من الأنصار المروءة والحمية للإسلام ومناصرة الرسول ﷺ، فكانوا عماد الغزوات التي حارب فيها الرسول ﷺ للدفاع عن الإسلام.
لذلك من الجيد أن يتذكر كل مسلم فضل الأنصار، في الوقت الذي يحاول فيه كل مسلم الدفاع عن النبي محمد ﷺ بكل ما آتاه الله، ففيهم القدوة الصالحة.