داخل الإنسان رغبة في التقليد والمحاكاة، من أجل أن يكون النسخة الأفضل من نفسه، فإذا رأى من إنسان ما يعجبه ثارت في نفسه الرغبة في أن يقلده.
كما يعيش الإنسان بين ثلاثة نسخ من نفسه، إذا وعي بهن سار على هدى من آماله وأحلامه، وصار في راحة في حياته:
- نفسه الحالية
- نفسة التي يريد أن يكونها
- نفسه التي لا يريد أ يكونها
لذا إذا أدرك الإنسان كنه نفسه الحالية، ما تحب وما تكره، ما تتقن وما تحتاج أن تتعلمه، يسهل على الإنسا أن يضع خطة لتطوير نفسه وأهدافا لتحقيقها، كما يلتمس السبل في تعلم ما يحتاج إليه.
من تلك السبل أن يرى من يجد أنه يبرع في شيئ ما يحتاج الإنسان أن يتعلمه، فالبحث عن قدوة يعتبر أحد المسارات الفطرية للتعلم، فمثلا الإنسان يولد مقلدا لوالديه.
لذا، تسهل حياة الإنسان إذا ما كان في حياته مثلا أعلى، يهتدي به، وليس هناك قدوة أفضل من النبي –صلى الله عليه وسلم-، الذي ارتضاه ربنا عز وجل هاديا لجميع البشر.
لكن القدوة المرئية أكثر أثرا في حياة الإنسان، وقيل قديما: “عمل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل لرجل”، كما تسقط كل الأقوال أمام الأعمال.
كان الصحابة يراعون في أعمالهم وأقوالهم كونهم قدوة للناس، فيلتمسون في حسن عملهم الثواب من الله، ويتقون أن يصير فعلا من أفعالهم، حتى أن عمرا –رضي الله عنه-، كان إذا أراد إنفاذ أمر في الدولة طبقه بين أهله وخاصته أولا.
لذا يجب علينا عامة وعلى الآباء منا خاصة، الانتباه للأقوال والأفعال بشكل خاص أثناء السبع سنوات الأولى للأطفال، والتي يقلدون آباءهم في كل شيئ.