قالوا قديما: “الدنيا تغر وتمر”، وما في الدنيا كله زائل، فإعطاء الدنيا أكبر من حجمها غير حكيم، ومن أراد البقاء، فعليه أن يبقى إلى جانب الله، ولعبة الشيطان الكبرى أن يوهم الإنسان أن الدنيا مقر، ومكسب الإنسان الحقيقي أن يدرك أن الدنيا ممر ويعمل على أن يمر منها سالما إلى مراده الأول (الله).
في هذه الرحلة يعرف الإنسان معنى قوله تعالى في سورة الرحمن: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الرحمن (49)، جنة الدنيا هي الراحة والمعرفة الحقيقية لقيمتها، وجنة الآخرة هي التي وعد الله المتقين.
من علامات الطريق التي يحتاج إليها المار في هذه الدنيا، أن يعرف الفرق بين الحق الباقي الثابت والباطل الزائف المائل، لهذا فالله هو الحق وما عداه باطل.
في جسم الإنسان ونفسه معجزة دالة على الله والتفكر في خلق الله هو أقصر طريق لمعرفته، ولذلك كانت أكبر المعاصي التي يوسوس بها إبليس، هي الكبر فيظن الإنسان أنه يستغني بنفسه.
وفي هذه الرحلة يحتاج الإنسان للصحبة الصالحة التي تعينه على التزام الطريق، الذي قد يوحش أو يقل سالكوه.