عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ:
“إنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ،
وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ،
فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقْد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ،
وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ،
كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ،
أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى،
أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ،
أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ،
وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”.
[رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]
، [وَمُسْلِمٌ]
قاعدة الحلال والحرام في الإسلام
حرم الإسلام كل ما يؤذي الإنسان وأحل كل ما ينفعه، لذا كان الحلال بين والحرام بين، فإذا وجد الإنسان خبثا في شيئ عرف فورا أنه حرام.
كما جعل الإسلام منفذا حلالا لكل احتياج إنساني قد يحتاج إليه الإنسان، كما جعل حدا لهذا المنفذ الحلال نظرا لمحدودية قدرة الإنسان، الذي عادة ما يغتر بنفسه ولا يعرف أين تنتهي حدوده.
يقر كل من عاش حياة لا إيكان فيها ولا حدود، بافتقاده لشعور الأمن والطمأنينة، كما يشكو معظمهم من شعور الخواء الذي قال عنه ابن القيم:
“إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله،
وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته،
وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته،
وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه،
وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ،
وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ،
وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له،
ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!