عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ: “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ؛ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى” .
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث في السنة التاسعة للهجرة، عندما اشتد قتال مشركي الجزيرة العربية للمؤمنين.
ويقصد في هذا الحديث بالناس، من يمنعون انتشار الإسلام، ليس كل الناس، بل إن هناك الكثير من النصوص التي تحرم إرغام غير المسلمين على اعتناق الإسلام.
كما في الآية الكريمة: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس 99).
بل إن هناك نصوصا تعطي المشركين الحق في اللجوء لدى المؤمنين والاستجارة بهم كما في الآية: { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} (التوبة 6).
لكن كلمة الناس تستخدم للدلالة على البعض والكل، كما في الآية الكريمة: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران 173).
هذا الحديث الذي اعتمد عليه سيدنا أبو بكر الصديق لحرب مانعي الزكاة، والزكاة هي حقوق الفقراء، وبهذا تكون الأمة الإسلامية هي الأمة الأولى التي خاضت حروبا من أجل حقوق الفقراء.