مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، يتبادر إلى المسلمين أسئلة تخص كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكيفية إظهار الفرحة بمولد اعظم خلق الله محمد -عليه الصلاة والسلام-.
وقد توارثت الشعوب الإسلامية مظاهرا مختلفة لإظهار الابتهاج بمولد النبي –عليه الصلاة والسلام-، مثل تبادل الحلوى، وإنشاد المدائح النبوية، وإقامة الاحتفالات الدينية في المساجد، ودور الاجتماعات المختلفة.
إلا أن هذه الاحتفالات لا تسمن ولا تغني من جوع، إذا لم تجدد في المسلمين اتباع النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، فيتسارع المسلمون إلى استقاء العبر والدروس من حياته الإنسانية الشريفة.
فقد ضرب لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في جميع جوانب الحياة، العملية والعلمية والاجتماعية.
كما أن اتباع النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- هو دليل المحبة الذي ارتضاه الله –عز وجل- ليدلل المؤمن على حبه لله ـتعالى ـ.
بل، وسبيل ليحصل المؤمن على حب الله عز وجل، فقد جاء في القرآن الكريم: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران 31).
لماذا يجب أن نحتفل؟
إلا أن إلغاء مظاهر الاحتفال بالكلية، ليس هو الأصلح، خاصة مع تزايد الحاجة الأدبية والتربوية والثقافية لتوفير بدائل لما تفرضه علينا العقائد الأخرى من مظاهر احتفالية، تجتاح تفاصيل حياتنا، خاصة الأطفال، مثل الهالويين والكريسماس.
بل إن الاحتفال قد يكون مناسبة لانطلاقة قوية نحو مشاريع تعريفية بالنبي الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم-، خاصة في ظل محاولات بعض القوى المتراجعة ثقافيا تحريك مياهها الراكدة من خلال الإساءة للرسول –عليه الصلاة والسلام-.
لذلك، علينا أن نجعل من تلك المناسبة الكريمة وقتا سعيدا مميزا لأسرنا وأقاربنا، على أقل تقدير وعلى أوسع قدر ممكن من دوائر تأثيرنا، كل في مكانه، خاصة مع اتساع دوائر التأثير الشخصي بسبب توفر وسائل التواصل الاجتماعي.