يزخر القرآن الكريم والسيرة النبوية بالأدلة المبثوثة في الكون على وجود الله -عز وجل-، كما يدعو -جل وعلا- المؤمنين إلى التعرف عليه من خلال التأمل في مخلوقاته، ففي سورة الغاشية، يقول عز وجل: {أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ . وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} الآيات من (17: 20).
ودلل ربنا -سبحانه- بعظمة مخلوقاته على عظيم صفاته ، فيقول تعالى في سورة الجاثية: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} الآيات ( 12، 13).
وقد أثِر عن الرسول ﷺ حرصه على التفكر قبل البعث وبعده حتى أن الوحي أنزل على الرسول ﷺ وهو في خلوته للتعبد والتأمل في غار حراء، والعلم قد يكون سبيلا للتأمل في خلق الله، وهو أدعى لمعرفة عظمة الخالق والتعرف عليه من خلال كونه -سبحانه وتعالى-.
ونُقل عن الصالحين حبهم للتأمل في خلق الله.
حدود العلم
يفترض بعض العلماء المعاصرين وجود تناقض بين العلم والإيمان. لكن الكتاب الذي بين أيدينا – وهو مترجم من الإنجليزية إلى العربية – يورد مقولات كثير من العلماء تفند هذا التناقض الموهوم.
صدر الكتاب لأول مرة باللغة الانجليزية تحت عنوان ( Of God and Dice ) لمؤلفه جوردون ليدنر وتمت ترجمته للعربية حديثا.
يحتوي الكتاب على 250 اقتباس لـ70 عالما، عمل الكاتب على توثيقها على مدار 3 أعوام.
يتصدر الكتاب اقتباس لألبرت أينشتاين يقول فيه: “يتأكد العلم مما يكون فقط، وليس مما ينبغي أن يكون”، ويتحدث الفصل الأول عن حدود العلم وإمكانياته، ويخلص المؤلف إلى أن العلماء لا يستطيعون دحض وجود الله لأن هذا ليس من إمكانيات العلم ولا من شأنه”.
يليه اقتباس للعالم تشارلز تاونز الذي يقول فيه: “إن الدليل يمنح الأفكار العلمية بعضا من الإطلاق والشمول الذي يفتقر إليه الدين، لكن الحقيقة أنه لا يمكننا على الإطلاق إثبات أي شيء تماما، حتى علميا ورياضيا لا يمكننا أن نتأكد بالمطلق من صحة استنتاجاتنا، فعلمنا يعتمد على الفرضيات أو التوقعات، وهي كالإيمان الديني نؤمن بها بشكل جازم لكن لا يمكننا إثباتها تماما”.
من مقتبسات الكاتب عن أينشتاين أيضا: “العلم دون إيمان أعرج، والإيمان دون علم أعمى”.
يقول مؤسس فيزياء الكم ماكس بلانك: “لا يمكن للعلم أن يحل اللغز المطلق للطبيعة وهذا لأننا جزء من الطبيعة، وبالتالي جزء من هذا الغموض الذي نحاول حله”.