“يجب أن نتنحي عن الطريق عند مرور الأفيال، وننحنى حتى تمر، تقديرا لها لأنها مهدت لنا الطريق في الغابة”.
عبارة قيلت في أحد الأفلام التي تتناول الحياة في الغابة على لسان أحد الحيوانات.
عندما نتأمل في حياة الإنسان، نجد كبار السن هم من قاموا بدور الأفيال في حياة الغابة.
لذلك يجب على باقي الأعمار، تقدير ما قدمه الكبار من جهود وإن كانت في قصتهم الإنسانية فردية، إلا أنها بالنظر إلى المجموع الكلي من التجارب، إسهاما حياتيا للجميع.
تلك الإسهامات، قد تكون مرئية كأن يكون الكبير ذو أثر يمكن تسميته، مثلا يبني بناءا، أو يؤلف كتابا.
أو غير مرئية كأن يكون أثره لطيفا، طبيعي المدى في أهله وأقربائه.
إلا أنه في كل الأحوال، سنتعلم على مدى حياتنا، أن كل يوم عاشه الكبار كلفهم من جهدهم وأشكال عطائهم المختلفة.
لذلك عني الإسلام بتوجيهنا إلى توقير الكبار في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ” حديث حسن.
توقير الكبار يكون في الحديث واحترام الرأي والإصغاء له، وتفقد أحوالهم الصحية والنفسية، خاصة أولي القربى منهم.
أما الصغار، فبالنظر للمجموع الكلي من اتجارب الإنسانية، نستطيع أن نرى أنهم يمثلون فرصا لتقديم إسهامات جديدة.
لذلك يجب علينا الحفاظ على تلك الفرص، والقيام بواجبنا تجاههم، خاصة في حياة من نتولى أمرهم.
فهم يستحقون الرحمة لضعفهم وجهلهم، ومن الرحمة رؤيتهم و النظر إليهم وتقدير إمكانياتهم بالنسبة إلى المطلوب منهم مع عدم إغفال ترك مسافة كافية لهم للنمو.
كذلك من الرحمة بالأطفال، إبعادهم عما يؤذيهم، وتقديم النصح لهم بلطف ومحبة، وبذل الجهد في ذلك.