كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أحب الرجال إلى رسول الله ﷺ، وكان صاحبه في رحلة الهجرة الوعرة، وكان واهبا نفسه وماله للرسولﷺ.
روي أنه رضي الله عنه أخذ ماله كله في الهجرة ولم يبق لأهله شيئا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “ مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ ” . قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلاَّ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ” رواه البخاري.
وروي عنه- رضي الله عنه – مواقفا صارت مضرب المثل في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، حين أتى النبيﷺ وسلم باللبن في الغار، فلما وجده نائما، ظل ينتظره حتى استيقظ ولما بدأ الرسولﷺ بالشرب؛ قال الصديق: “فشرب حتى رضيت“.
فضل أبو بكر -رضي الله عنه-
ومن فضائله -رضي الله عنه- أنه لم يسجد لصنم قط لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وهو أعلم قريش بأنسابها، وأول من آمن من الرجال، و أول من جمع القرآن بين اللوحين، وسمي بالعتيق لأنه جمع بين جمال الخلق والخلق.
هو صاحب الرسول الذي نزلت فيهما الآية:( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40)
ونزل فيه قول الله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ (21) (الليل: 17،18،19،20،21)، لأنه –رضي الله عنه- كان يشتري العبيد ويعتقهم.