مدون بريطاني شهير، يعلن إسلامه بعد فترة من بثه لفيديوهات يحاول التعرف فيها على الإسلام، من خلال أسفاره إلى بلاد “شوهها الإعلام الغربي” وتعاملاته مع مسلمين.
في هذا الفيديو يحكي جاي بالفري عن حياته قبل الإسلام، وكيف سمع عن الإسلام وما الذي ساقه للتعلم عنه، وما الذي تغير في نفسه بعد التعلم عن الإسلام.
الحياة منذ النشأة
سأبدأ رحلتي منذ النشأة، هذا أنا في صغري، نشأتي لم تكن جيدة كثيراً، تركنا والدي قبل أن أكمل عامي الأول، ثم دخل زوج والدتي إلى حياتنا وكان ولا زال عنصرياً ويكره الإسلام.
كان ذلك النوع من الرجال الذي لم أرد أن أكون، تطلقت منه والدتي حين كان عمري 14 سنة، في نفس الوقت توفي جدي المدهش، كان رجلاً رائعاً يا رفاق فقد كان طيباً، كان محباً للفن وللذهاب إلى الشاطئ، كان يطبق الإيجابية والسعادة.
حين حدث هذان الأمران، اتجهت والدتي إلى الكحول، لتضغط على عواطفها فدخلت في دائرة محطمة لبضع سنوات، مما كاد أن يقودني للرقود في المستشفى لأني فقدت الكثير من وزني، كنت متوتراً وكنت سأنتحر.
بعدها انتقلت إلى الجامعة وكانت مشاعري كالمركبة الدوارة، لم تكن لدي حالةٌ ذهنية معينة لكن المشاعر كانت تأتي كالأمواج، كمشاعر الجميع على ما أظن، ليست مستقرة فعليك أن تشعر بالحزن لتحس باللحظات السعيدة في حياتك.
رحلة البحث عن الإسلام
لكن كل هذا تغير، في يناير، بدأت ابحث فيما يخص الإسلام، لأني أردت أن أفهم حياة الناس الذين كنت التقي حين أسافر،لكن ذلك انقلب إلى أكثر من ذلك بكثير، تعلمت أن أكون طيباً وأن ابذل قصارى جهدي في كل ظروف الحياة، الجميع يخطئ أليس كذلك؟!
لكن،ما دمت تبذل قصارى جهدك، لأنك لا تعلم متى قد تنتهي الأمور، أصبحت أكثر انفتاحاً لكن لا تسيئوا فهمي، فلم يسبق أن كنت شريراً أو مهيناً لأيٍ كان لكن تعلم المزيد حول الإسلام جعلني أفهم الناس وطريقة عيشهم أكثر.
من المهم بالنسبة لي أن أفهم الناس أكثر واستمع أكثر.
صراحةً، ما تعلمته خلال حياتي هو أن الاستماع هو المفتاح لفهم من حولك.
رمضان كان نقطة تحول كبيرة جداً بالنسبة لي، وأعتقد أنه كذلك لأي شخص يتعلم حول الإسلام، أن تكون جزءًا منه وتتعلم وتجرب ما هو الحال أن تكون مسلماً، أعتقد أن رمضان كان محورياً لي في بحثي وتعلمي.
وإكتشافي لهذا الدين المذهل، تعلمون أنه حين يكون جسدك وذهنك تحت الإختبار لمدة زمنية مطولة، فأنت تركز على ما هو أهم وما يعني لك العالم
وتقوي علاقتك بالله.
سعادة مفاجئة
كانت هناك أيامٌ فاصلة بالنسبة لي، لكي أتعلم وأكون حاضراً، أعتقد أن من أهم ما تعلمت و ما جربت خلال هذا هو أن ذهني هادئ أكثر بكثير
لنأخد اليوم على سبيل المثال وفي وسط جائحةٍ عالمية.
هناك الكثير من العنف حول العالم والكثير من المعضلات العالمية حالياً، التي كانت لتغير حالتي الذهنية بشكل سلبي على الأغلب
كما تعلمون فأنا في هذه الشقة لوحدي منذ ثلاتة أشهر.
وانا حقيقةً مندهش من مدى إيجابية حالتي الذهنية، أعتقد أنه لولا أن بحثت حول الإسلام وتعلمت عنه بشكل أفضل وفهمت عنه أكثر.
أعتقد أني ما كنت لأكون على هذه الحال، أعتقد أن حالتي الذهنية كانت لتكون سلبية مع ذهنٍ اختار ليركز فقط على ما هو سلبي بدل الإيجابي
وأن تكون لوحدك مع أفكارك وخاصةً لمدة ثلاثة أشهر، كفيل أن يحول الكثير من الأمور إلى ما هو سلبي. حيث تميل إلى أن تفكر في الأمور أكثر من اللازم وتذكر ما حصل في الماضي دائماً حين تخلد إلى النوم.
دماغك بشكلٍ ما يستحضر لك أموراً حصلت منذ وقتٍ طويل، دائما أقول عن الأمر أنه كلما استلقيت فإن دماغك دائماً يريد أن يعطيك غمسه حظ في كل شيءٍ أخطأت فيه في حياتك.
وأجد الأمر مضحكاً لكن لا شيء من هذا حصل، أنا في سلام وأنا سعيدٌ جداً، رغم أني وحدي فأنا لست كذلك بشكل تام لأن الله معي، يحرسني ويوفر لي الأمان ويرشدني إلى الصراط المستقيم.
أشعر الآن أن لدي حساً كبيراً بالأمان وسلام الحياة، وأشعر أني على هذا الكوكب لأجل هدفٍ ما، لأنشر السعادة والإيجابية، لأقدم الحقيقة عن بعض التجارب والأماكن والأشخاص وأنماط الحياة حول هذا العالم .
التعرف على الإسلام، تعرف على الذات
أعرف الآن أن هذا هو هدفي ولن أتوقف حتى احققه، أجل هذه أهم الأمور التي تعلمت وهذه التجارب حقيقةً غيرت حياتي، وأنا بكل صدق ممتنٌ لهذا
أنا ممتنٌ لكم يا رفاق لكونكم طيبين ومعينينومرحبين لأن تعلم دينٍ جديد ونمط حياةٍ جديد صعبٌ جداً، ومفاجئ حين يتلقى دماغك هذا الكم من المعلومات
وأمورٌ كهذه قد تكون مفاجئةً أحياناً.
أعتقد أن الأمور تسير بشكلٍ جيد ولم يمضي على هذا سوى بضع أشهر، منذ بدأت أتعلم وقد تعلمت الكثير وأنا أحب كل خطوةٍ من هذا الطريق،
اتمنى أن يكون هذا أجاب عن تساؤلاتكم، عما تعلمت وعن تجربتي في التعلم حول الإسلام، وكيف تغيرت حياتي خلال بضع الأشهر الماضية من تعلمي
كل شيءٍ كان إيجابياً بشكلٍ مذهل وانصح كل من يتعلم عنه أن يستمر.