نشأ في أسرة تتقاذفها الاختلافات الدينية المتناقضة، التي قد يستخدمها البعض على أنها مثال للتعايش، فالأب ملحد والأم مسيحية.
أما الجدة فكانت المسيحية المتدينة في العائلة، وكانت علاقة هوجو بها قوية.
بدأت تلك التناقضات تثير تساؤلات وجودية في مراهقته، لكنه سرعان ما اتجه للدراسة وانشغل بالعلم.
لكن نظرية الانفجار العظيم للكون، التي يفسر بها العلماء وجود كوكب الأرض والمجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة، أثارت سؤالا معقدا عن ما كان موجودا قبل هذا الانفجار.
تساؤلات مقابل تناقضات
فلجأ إلى الكنيسة ليحصل على إجابة لهذا السؤال، مما دفعه للارتباط بالكنيسة ومحاولة الالتزام بالدين المسيحي، لكنه وجد في الإنجيل تناقضات دفعته لسؤال القساوسة عن حقيقة ما إذا كان الإنجيل منزلا من الله أم منقولا عنه.
فلم يجد إجابة مقنعة عن هذا السؤال، ولا عما إذا كان حلالا أن يتناول المسيحي لحم الخنزير، بل وجد غضبا من القساوسة وقلة صبر على التساؤلات.
وعلى الرغم من ذلك، التحق بفرقة شباب الكنيسة حتى أصبح رئيسا لتلك الفرقة، ثم التحق بكلية الطب، وقابل شابا مسلما سويديا، ففاجأه ذلك.
فلم ير سويديا مسلما من قبل، وكان التدين بالنسبة له أن يتمسك بتعاليم المسيحية.
ظل في مناظرات جدية مع هذا الشخص ومع مهدي، أحد الطلاب في كلية الطب من أسرة مسلمة، تتحمل الإجابة عن الأسئلة عن الإسلام بين طلاب كلية الطب.
ذهب هوجو إلى تلك الأسرة، وظل يبحث عن إجابات لأسئلته فيجد اطمئنانا وتكاملا في الإسلام.
إعجاز العربية.. ليس معنى فقط
فلما قرا سورة الفاتحة، وجد في تلقائية الآيات وأثرها السمعي عليه فتحا في قلبه، فلما قرأ معانيها بالسويدية، وجد فيها شمولية لمعاني الإسلام ومفهوم عبادة الله.
لكنه لم يجد للمعاني حلاوة كحلاوة النص العربي القرآني، فأدرك أنه كلام الله. آخر عن الإسلام، فأسلم هو الآخر.
بدأ بقراءة الفاتحة في الكنيسة، والتظاهر بأنه ليس مسلما، فلم يتمكن من ذلك، وأخذ القرار، وواجه أسرته بقرار إسلامه.
انزعجت أمه في بداية الأمر لاختياره الإسلام وقالت له: “لما لم تختر أن تكون كاثوليكيا أو حتى بوذيا؟ لماذا الإسلام؟”، لكنهم تقبلوا الأمر بشكل أيسر مما واجهه كثير ممن سمع عنهم من المسلمون الجدد، الذين قاطعهم أهلهم أو حتى عذبوهم.
ثم تعلم هوجو القرآن الكريم وتزوج ولديه طفل، لكنه يقول: ” إن الاتصال بالقرآن الكريم مهم جدا للمسلم، فهو مصدر هدايته ومن السهل أن يضل الإنسان بدونه”.