كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمثيلا للنموذج البشري المكتمل، الذي ابتلي بأصعب البلاءات من أجل أن يضرب الله به المثل للمسلمين، كيف يجب أن يكونوا.
وبالرغم من ذلك كان حريصا أن يعزي المسلمين الذين لم يرهم بعد، فقال –صلى الله عليه وسلم- فيما روته أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها، قالت:
” فتحَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ باباً بينهُ وبينَ الناسِ، أو كَشَفَ سِتراً، فإذا الناسُ يُصلُّونَ وَرَاءَ أبي بكرٍ رضي الله عنه، فَحَمِدَ اللهَ على ما رأى من حُسْنِ حالِهِم، ورَجَا أن يَخلُفَهُ اللهُ فيهم بالذي رآهُم، فقالَ: يا أيها الناسُ، أيُّما أحَدٍ من الناسِ، أو من المؤمنينَ، أُصيبَ بمصيبَةٍ فليَتَعَزَّ بمصيبتِهِ بي عن المصيبةِ التي تُصيبُهُ بغيرِي، فإن أحَداً من أُمَّتي لَن يُصابَ بمُصيبَةٍ بعدي أشَدَّ عليهِ من مُصيبتي” رواه ابن ماجه ح1599 وصححه الألباني.
ضرب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في الصبر على البلايا والحكمة في التعامل معها، خاصة في أشد البلاءات عليه، في انقطاع الوحي عنه –صلى الله عليه وسلم-.
نرى شجاعته صلى الله عليه وسلم وهو يتصدى لأبي بن خلف ونرى حلمه على أصحابه الذين انهزموا في تلك الغزوة العصيبة ثم نرى رقته وعطفه على أسر الشهداء من أصحابه.
يواجه تحرش أهل الطائف وعدوانهم فيفاجئنا بعفوه عنهم وقد كان بيده أن يدعو الله عليهم بالهلاك والدمار.
كما يتعلم المسلم من خلال السيرة كيف يتعامل مع أسوأ طبائع البشربشكل أخلاقي يتماشى مع سنن الله في الكون، يضع التسامح في موضعه والحزم والحسم في موضعهما.