يستطيع من يراقب المؤمنين الذين لهم حال خاص مع عبادة ذكر الله، أن يلاحظ كيف تصحبهم السكينة أينما حلوا، كيف لا؟ وهم يستجلبون صحبة الملائكة ويحرصون على معية الله تعالى في كل وقت.
فنرى منهم من يقرأ القرآن طوال الوقت، فإذا حيل بينه وبين مصحفه، استذكره من قلبه، وإذا حالت ذاكرته دون ذلك، فزع إلى ذكر الله مرات ومرات حتى يلاقي ربه في الصلاة، وهم أحرص على الخلوة بحبيبهم والمناجاة بين يديه أينما استطاعوا.
أثر عن الشاطبي رحمه الله: “روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ولا تعد روض الذاكرين فتمحل” ، وهو ما يعني أن القلب اللاه عن ذكر الله هو قلب جاف قاحل، وهو أبعد من أن يكون قلبا سليما تلقى الله به مطمئنا.
يقول تعالى: } اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ { (العنكبوت 45)، أي أكبر من كل شيئ.
كما يستجلب ذكر العبد لله، ذكر الله للعبد فيقول تعالى: } فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ { (البقرة 152)، وأي شيئ أحب وأقرب إلى قلب المؤمن من أن يذكره ربه عز وجل.
ويجب أن يستذكر المسلم أذكار الأحوال في الطعام والشراب والنوم والخلاء والصلاة ولبس الثوب وخلع الثوب وغيرها من الأذكار، وأذكار ختام الصلاة، حتى يكتب من الذاكرين الله كثيرا، وهي على عظم فضلها عبادة قريبة إلى القب سهلة.