بينما يمر العالم بالموجة الثانية من جائحة كورونا، يستشعر المزيد من الناس قيمة نعمة التذوق والشم التي تؤدي الإصابة بالمرض إلى فقدانها.
والذي كان هذا غريبا بالنسبة للحالات الطبية إلا فيما ندر بسبب العلاج الكيماوي مثلا أو غيره، إلا أنها أصبحت حالة شائعة جدا، وبالرغم من أنها ليس العرض الأخطر للمرض، إلا أنها من أكثر ما يلحظه المرضى ويحمدون الله عليه.
فالحياة بلا طعم، حياة بها حواجز شعورية كبيرة، فالشم والتذوق من أكثر العوامل التي تساعد في تكوين الذكريات السارة أو غير ذلك.
كذلك، من أهم وظائف اللسان البلع، وتعرف الأمهات المرضعات ذلك جيدا، إذ أن الطفل الرضيع إذا كانت لديه أي مشاكل ولو كانت بسيطة في اللسان، يؤدي ذلك إلى مشكلات في الرضاعة ومن ثم البلع.
وواحدة من أكثر المشكلات شيوعا هي اللسان المربوط، أي الذي يلتصق بقاع الفم لمسافة أطول من الطبيعي، مما يؤدي إلى إعاقة الطفل أثناء الرضاعة، وأحيانا يؤدي إلى جرح الأم وإصابتها.
كما أن الطريقة التي يعمل بها اللسان غاية في الإعجاز الذي يستحق الدهشة والشكر والتأمل والخضوع لله –عز وجل- إذ يتحرك اللسان ملايين المرات في الثانية الواحدة ليساعد في نطق الكلمة الواحدة.
لذا، فهذا اللسان له قوة يخشاها العاقل، إذ أن تلك السرعة إذا لم يتحكم بها العقل والخلق والدين، أفلست صاحبها من الحسنات، فيقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ”:أتدرون من المفلس؟”
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع،
فقال: ”إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار” ((رواه مسلم)).